الإبداع يحتفي بالتغيير

في الماضي، كانت المجتمعات تميل إلى (الثبات) بشكل عام. أي أن التغيير يكون أمرا طارئا عليها. ولكن حاليا.. في العصر الحديث، أصبح التغيير هو القاعدة؛ كل شيء حولنا يتغيّر.. بل.. يتغيّر سريعا. حتى الثقافة الاجتماعية أصبحت تتغير بوتيرة متسارعة. تشير بعض الدراسات إلى أن الثقافة الاجتماعية على مستوى العالم لم تعد ثقافة صلبة، بل أصبحت ثقافة سائلة؛ والمقصود هو أن العادات والتقاليد العالمية أصبحت منفتحة على بعضها البعض ومتداخلة مع بعضها البعض إلى حد كبير. وبالتالي، التغيير السريع في نمطية الحياة الاجتماعية والعملية أصبح يتطلب سمات جديدة: كالمرونة والمواكبة والحلول السريعة؛ فمن لا يتعايش مع التغيير سيصاب بالركود.

هذه المعلومة قد تكون أخبارا سيئة، وقد تكون العكس. القاعدة هي: كيف ننظر للأمر؟ إذا نظرنا إليه نظرة (قلة الحيلة) و(عدم القدرة على المواكبة) و(تجنّب التحديات).. فهي بالتأكيد أخبار سيئة. أما إذا نظرنا إليها من عدسة (التعلّم مدى الحياة) و(بذل الجهد المستمر) و(التعامل مع التحديات بعقلية الحلول).. فهي بشرة خير.

هذه بالضبط هي نظرة الذهنية المشوهة والذهنية الحيوية للتغيير. فالذهنية الحيوية تستمتع بالتغيير. يقول أحد أساتذة علم النفس: أن الانخراط في الأشياء الجديدة دائما يمنحنا المتعة. وهذه المتعة لا تأتي إلا بمهارة (الإبداع).

الجميل، هو أن الإبداع فطرة إنسانية. كل إنسان ولد مبدعا، ولكننا خلال حياتنا اليومية، كما تشير احدى الدراسات، (نتعلم أن نكون غير مبدعين). إن استعادة (الإبداع) ليس صعبا هو فقط يحتاج لآليات وخطوات واضحة حتى يستعيد نشاطه مرة أخرى. من الأشياء الصغرى التي يجب على كل شخص أن يتعلمها هي.. أن يعيش اللحظة. ومعنى أن يعيش اللحظة أي أن يستمتع بأي عمل يقوم به.. أيا كان. هذه المتعة هي ما تصنع ما يسمى بـ(الإبداع اليومي) أي تنمية الإبداع عن طريق الأعمال اليومية التي يقوم بها الفرد أيا كان عمله.

حقوق الصورة البارزة: vecstock - Freepik